السلام عليكم و رحمه الله .. قبل ايام قمت بكتابه هذه القصه ( والتي ليست بالاصل قصه بل هي وصف لليله عراقيه) و عجزت عن اختيار عنوان لها.. ارجو ممن يقرأها ان يختار لها عنوانا مناسبا...
بسم الله الرحمن الرحيم
انها ليلة اخرى من ليالي ارضنا, الظلام يشع خيوطه في جميع الانحاء, الأجواء ساكنه لولا صُغَيرات رياح تمر بين حين و آخر...تداعب حشيشة, تلاعب سعفه, ثم تنصرف هاربةً الى مأواها.
القمر, تلكم المشعل المضيء, يختفي وراء السحب. كان صديقي يقول أنه يحتجب وراء السحاب ليسدلَ على نفسه خمار العفة خشيةً على جماله. لكني اظنه لا يفعل. اظن القمر هو الذي يدعو السحاب لتجتمعَ عليه فتمنعَ مسامعه من ان تنصت الى ارمله و هي تنشد لوحيدها انغام الامل بعودة ابيه , او ليحجبَ بصره فلا يراها و هي تهز مهده, فاذا اغمض اليتيم عينيه الصغيرتين, اسرعت مهرولة الى قبر زوجها.... هذا ما اعتقده ... هاتيكمُ القمر, مستحيٍ عفيف.
نهر الفرات, جريان الحياة, لازال يسري. يعبر بصمت ملفت بين ضفتيه, يبعث الروح اينما يمر, يخالط الطين, يجالس جذور النخيل... حقاً انه يبعث الحياة.
سألني معلمي مرةً: تُرى لماذا نُطهر و نتطهر بالماء؟ فأجبته من دون سابق تفكير: لأنه عنصر النقاء و الطهارة. لكنك يا فرات... خصك ربك بما لم يخص به غيرك... طهرك بما هو انقى من الماء...فقد مزجك بالدم... و تعلم بالتأكيد اي دم اقصد, دمٌ دونه دماء العالمين فداء....
نعم. الفرات لا زال يسري بصمته, لكنه ... لكنه يسمع ... يسمع قصصنا, يسمع صراخنا, يسمع انيننا, فجعنا, حزننا و يستمع لبكاءنا. انه شاهدٌ حي. آهٍ لو سمح له بالكلام... و آهٍ لو أُعطي الاذن ليخرج من صمته.
هذا هو تقدير ربك... ان يبقى الفرات صامتاً...لكنه يظل يسري و يسري و يسري.
عدل سابقا من قبل mohammad razzaq في الأحد فبراير 21, 2010 7:33 am عدل 1 مرات