سؤال جاوب عليه بنفسك

اللهم صل على محمد وال محمد
قال تعالى : " ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب".

دأبت الشيعة الامامية منذ مئات السنين على اقامة مظاهر الحزن على مصائب أهل البيت عليهم السلام لاسيما مصيبة أبي عبد الله الحسين عليه السلام. ومن تلك المظاهر البكاء، والندبة، ولبس السواد، واقامة الماتم، والمسيرات الجماهيرية عند قبر الامام الحسين وزيارة قبور الائمة عليهم الاف التحية والسلام.

ان هذه المظاهر لم تكن وليدة الصدفة، بل كانت مخططة وبدقة من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام. لقد استعمل أهل البيت هذه الأمور كوسائل اعلامية توصل صوت الامام الحسين عليه السلام الى كل الناس وفي مختلف الأزمنة الى أن تفنى الدنيا.

ان الدمعة اذا كانت من أجل فكرة فانها تجعل الفكرة تدخل الى أعماق روح الانسان. مظاهر السواد تبعث في نفس الانسان الكابة. المسيرات والمواكب العزائية تبعث على الحماس للسير على نهج الامام عليه السلام. الزيارة تشد الانسان وتربطه برابطة عاطفية وروحية مع أهل البيت عليهم السلام.

جاء في الروايات أن الفاطميات كن يلبسن السواد في ذكرى مصيبة الامام الحسين عليه السلام وكن يلطمن رؤوسهن ويندبنه ويبكينه، كل ذلك بمرأى ومسمع من الامام السجاد عليه السلام. وكان الامام السجاد أيضا يبكي على والده طيلة حياته. وقد روي عن الامام الباقر عليه السلام بما مضمونه : " من ذكر مصائبنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي فيه العيون"، وغير ذلك من الروايات التى تركز على مسألة البكاء.

وجاء في رواية عن الامام الصادق عليه السلام بما مضمونه: "أوصاني أبي أن أجعل عشرة من الجواري في يوم عرفة يندبنه ويبكينه ويلطمن رؤوسهن على مصيبة استشهاده". لاحظ الدور الاعلامي الذي كان هدفا للامام الباقر عليه السلام من هذه الوصية واستخدامه للعنصر النسائي المهيج للمشاعر والذي يكون له تأثير أكبر من الرجل في هذه المواقف. وهذا ما فعله الامام الحسين عليه السلام من قبله حينما أخذ معه النساء والأطفال اذ قال: "شاء الله أن يراني قتيلا وأن يراهن سبايا". وهكذا كان صوت زينب وسكينه ورقية ورمله وباقي النسوه في الكوفة والشام والمدينه وسيلة اعلامية مؤثرة لايصال صوت الحسين عليه السلام وثورته المباركه الى الناس.

كان الائمة عليهم السلام لا يدخرون وسيلة اعلامية لايصال الصوت الحسيني الى الناس الا واستخدموها. فها هو الامام الرضا عليه السلام مثلا يطلب من دعبل الخراعي أن ينشده شيئا من الشعر، فأنشده تلك القصيدة العصماء حيث قال فيها:

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين بالوجنات

ومواقف بقية أهل البيت عليهم السلام تجاه تأليف الشعر لرثاء الامام الحسين عليه السلام كثيرة جدا.

أمر اخر وهو الزيارة، فقد روي عن المعصومين عليهم السلام :" من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه" وروي أيضا أن كل خطوة لزيارة الامام الحسين عليه السلام تعدل حجة.

وخلاصة ما تقدم أن هذه المظاهر ابتكرها الائمة بأسلوب ذكي وحثوا على اقامتها بما لا مزيد عليه، كل ذلك لهدف الاعلام. فالدمعة ليست قطرة تخرج من العين على انسان مضى عليه مئات السنين ورحل الى جوار ربه راضيا مرضيا!!!. بل لأنها من أجل الفكرة حتى تتشرب في أعماق فكرنا وأرواحنا وحتى يسمعها الاخرون. *****. الا تشاركوني الرأي في أن ظاهرة المشي على الأقدام من النجف الأشرف الى كربلاء (المسافة 70كلم) في ذكرى أربعين الامام الحسين عليه السلام له صدى اعلامي عالمي قوي لاحياء القضية، خصوصا مع كون هؤلاء المؤمنين معرضين للقتل!!!!.

في النهايه اعتذر عن الاطاله كذلك مشكوره العلويه على الموضوع الرائع والله يثبت قدمج على السراط المستقيم

عفوا ميثم .. تسلملي ورده

عفوا بلعكس اني اشكرك على سؤالك الرائع وشكري الى د.احمد ايضا ونعم منكم